عواصف ثلجية وسط الولايات المتحدة تتسبب في إلغاء عشرات الرحلات الجوية
عواصف ثلجية وسط الولايات المتحدة تتسبب في إلغاء عشرات الرحلات الجوية
ضربت عاصفة ثلجية معظم أنحاء وسط الولايات المتحدة الأمريكية، الثلاثاء، في اليوم التالي لعيد الميلاد، وتسببت في تأخير وإلغاء عشرات الرحلات في المطارات بولاية كولورادو.
وقال الخبير بمركز توقعات الطقس، ديفيد روث، إنه من المفترض أن تتحسن الظروف المناخية التي شهدت تساقط ثلوج كثيفة في السهول ببطء اليوم، لكنها ستكون بطيئة للغاية، بحسب ما ذكرت "أسوشيتد برس".
وفي مطار دنفر الدولي، كانت هناك 200 حالة تأخير و18 حالة إلغاء حتى منتصف نهار الثلاثاء، وفقا لموقع التتبع "فلايت أوير".
وتسببت ظروف العاصفة الثلجية على الطريق السريع 70، الممتد من دنفر إلى كانساس، في إغلاقه خلال وقت مبكر من أمس الثلاثاء، لكن أعيد فتحه في وقت لاحق من الصباح.
وأضحت التحذيرات من العاصفة الثلجية سارية المفعول منتصف الثلاثاء في الأجزاء الغربية من ساوث داكوتا ونبراسكا وكانساس، إلى جانب الأجزاء الشرقية من كولورادو ووايومنج.
وظلت التحذيرات من العواصف الجليدية وتحذيرات الطقس الشتوي سارية في داكوتا الجنوبية وداكوتا الشمالية وشمال غرب مينيسوتا.
ووفقا لهيئة الأرصاد الجوية الوطنية، فإن العاصفة الثلجية تحدث عندما تتجاوز سرعة الرياح 56 كيلومترا في الساعة، مع تساقط ثلوج بكميات كثيفة، وتراجع مستوى الرؤية إلى 0.4 كيلومتر لمدة ثلاث ساعات أو أكثر.
ولقي شخص مصرعه وأصيب 3 آخرون في كانساي، عندما فقد سائق شاحنة السيطرة على الثلوج واصطدم وجها لوجه بسيارة رياضية على بعد 8 كيلومترات من غرب مدينة لارنيد، حسب ما ذكرت دورية الولاية.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والملوثات الصناعية، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.
في نهاية يوليو الماضي، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري، لقد حان عصر (الغليان العالمي)".